جزيرة أوك و لعنة الكنز الغامض - الجزء الثاني - حسن فروخ

جزيرة أوك و لعنة الكنز الغامض
تصميم الصورة وفاء مؤذن

تحدثنا في مقالنا السابق عن جزيرة أوك والكنز الغامض 

حيث وصنا إلى حيث أكملت الشركة الحفر من جديد وكانوا كلما تعمقوا بالحفر وجدوا عملات ذهبية أكثر 

إلا أن الفرحة بإنجازهم العظيم لم تكتمل 

 وحلت المصيبة !!!

 عندما قرر العلماء الإستراحة ومتابعة أعمال الحفر في اليوم التالي ، صدموا بأن الحفرة قد غمرتها المياه  

 إنه أمرٌ ليس من الممكن تصديقه ...فقرروا إكمال عمليات الحفر وجلبوا مضخات لإخراج المياه ، وواجهوا مأساه جديدة  وهي إنفجار المضخة وموت أحد العمال 

 سرعان ما يأسوا من إمكانية إيجاد| الكنز| ، فقرروا وقف عمليات الحفر وظلت الحفرة مغمورة بالمياة ، أربعين عاماً 

 لا لم تنتهي القصة بعد 

 قررت إحدى الشركات الحفر مجدداً في العام ١٨٤٥م ، مستعينة بمعدات حفر جديدة ومضخات مياه أحدث ، ولكن ما إن بدأت بالحفر حتى توفي أحد العمال في ظروف غامضة 

 فتأجل الحفر مدة أربع سنوات ، فبل أن يستأنف من جديد ، وبعد أسبوعين من محاولة إزالة المياه ، تمكنوا أخيرا من افراغ الحفرة ، وما إن بدأ الحفر حتى غمرت المياه الحفرة مجدداً 

أمر جنوني ، أليس كذلك 

 قررت الشركة الاستعانة بمسمار حديدي لاكتشاف العمق 

فكشفت بعض القطع الخشبية المستخدمة في صناعة التوابيت ، مع أجزاء من جثة متحللة 

مرعب!!!!

تأجل الحفر مرة أخرى لسبب المشاكل وهذه المرة قررت الشركة حفر حفرة موازية للحفرة التي يقال بأن بها الكنز الملعون ، ليفاجئ الجميع بتصاعد البخار والغازات ، مما أدى إلى مقتل العديد من الأفراد قبل أن تغمرها المياه هي الأخرى 

حينها اكتشف العلماء عبقرية البناء الهندسي ، القابع تحت الأرض ، إذ يتكون عدة قنوات متصلة تسمح بدخول الماء من المحيط كلما وصل الحفر إلى مستوى معين ، مما يعني استحالة الاستمرار بالحفر.

الأساطير تعددت حول هذه الحفرة التي سميت بحفرة الشيطان 

|الأسطورة| الأولى هي أن العثور على الكنز مرتبط بمقتل ٧ أشخاص داخلها ، وعلى الرغم من مقتل ٦ أشخاص حتى الآن ، إلا أنه لم يتم العثور على شيء 

الأسطورة الثانية ترجح أن العثور على الكنز مرتبط باختفاء جميع أشجار البلوط من الجزيرة مع العلم أن المتبقي من هذا النوع من الأشجار هو شجرة واحدة 

 ومن بين الأساطير أيضاً أن |الكنز المدفون| هو كنز ملكة فرنسا (ماريا أنطوانيت) ، في حين أن قال البعض الأخر أن الحجر الذي عثر عليه في الحفرة يعود إلى |العصر الفرعوني |وأن المقبرة في الأساس هي مقبرة أحد ملوك الفراعنة الذين جائوا من مصر وماتوا في هذا المكان 

 ليتم دفنه فيه ، مستندين إلى ذلك بأن الفراعنة هم أصحاب فكرة دفن الكنوز معهم عند الموت 

أما أغرب ماذهب إليه البعض ،فهو المكان الذي يقال أنه فيه كنز جزيرة البلوط لايحتوي على كنوز وأنما هو سجن يعيش به الشيطان وينتظر منذ زمن بعيد ليكي يفتح له أحدهم الباب 

 الملفت أنه بعد مرور ٢٠٠ عام على أول محاولة حفر

 وتحديداً في عام ١٩٦٥م ، ذهب جيولوجي مختص باستخراج للنفط إلى الجزيرة وأحضر معه المعدات الثقيلة التي تستخدم في حفر الأبار وأطلق على تلك المهمة اسم القوة الوحشية 

 قام الجيولوجي الحفر حتى عمق ١٣٠ قدم ومع ذلك لم يعثر على شيء فقام بردم الحفرة ومنذ ذلك الوقت لم يعد لأحد الرغبة في تكرار المحاولة ، وطوي ملف الحفرة الغامضة حتى هذه الأيام 

 حيث لايزال عدد من المستكشفين الجدد يحاولون البحث عن هذا الكنز ولم ييأسوا بعد  أما مصيرهم فهو مجهول

 تتسألون عن حقيقة هذه الحفرة وإن كان هذا الكنز موجود فعلاً

 حسناً، يمكننا القول أن الفرضية الأنسب هي التي تبناها| الكاتب| روبرت فيرنو في كتابه حفرة المال التي تقول أن الحفرة بنيت نحو عام ١٧٨٠م 

وذلك في الوقت الذي خسر فيه الجيش البريطاني حرب الإستقلال الأمريكية 

 حينها صدرت الأوامر إلى قطاع المهندسين ، ببناء حفرة لإخفاء الخزائن الحربية بهدف الحماية العسكرية ، ومن ضمنها مأونة الماء والتي من المقرر أن تعطى للجيش البريطاني 

 ومن المحتمل أن المال لم يدفن من الأساس في الحفرة وأنه كذلك فمن المحتمل أنهم قد استردوه في وقت لاحق وأرجعوه إلى إنكلترا 

 من يدري لعلها فرضية صحيحة ، ولعل ماذكرناه أيضاً عن| لعنة |الكنز صحيح

 هذه جزيرة واحدة فقط من الجزر التي يملؤها الغموض.

إلى هنا ينتهي مقالنا أن كان نال أعجابكم أصدقائي لاتنسوا أن تشاركونا رأيكم في التعليقات ، وأن تشاركوا هذا المقال مع أصدقائكم وتخبروهم عن لعنة جزيرة أوك.

بقلمي حسن فروخ